كلمّا درستُ في مقرر طبَّ النّساء والتّوليد أتساءل، كيف لمرأةٍ أن تختار هذه المعاناة بيدها!!
أليسَ فيها عقلٌ رشيد!!
ليس ذلك فحسب، بل تكن متحمّسة للدرجة التي تدفعها للمأساة الكبرى في حال لم تنجب!
أتنقلُ بينَ شعبة أمراض النّساء والتّوليد وإسعافهنّ وعيادتهنّ فأراهنَّ يتحمّلنَ ما تخرُّ له الجبال!!
تخيل أنّها ثاني أصعب الآلام بعد الحرقِ حياً!
وقيل أنَّ الألم يعادل كسر اثنين وأربعين عظمة!
مؤلم للدرجة التي جعلت سيدتنا مريم عليها السلام-مع ضرورة التذكير بوجود تفسير آخر-حتّى مع العناية الإلهيّة تقول:
"فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا"سورة مريم
ثمّ بعد كلّ ما سبق يأتي مولودها فتتحسسه بيديها بحنّية بالغة، ولا كأنّها كانت على مشارف عدّة أسباب للموت!!
بلى فيها كلّ الرشد...
الفطرة من الخالقِ العظيم، قارورةٌ تتحمّلُ آلاماً بحملِ الجبال....
سبحانه ميسر كل شيء لما خُلِقَ له.
والسلام على من اتبع الهدى.
#منقول
@sbiiitar_girls